الآية الرابعة:{وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً (8)}.{وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ} يعني قسمة الميراث {أُولُوا الْقُرْبى} المراد بالقرابة هنا غير الوارثين وكذا {وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ} شرع اللّه سبحانه أنهم إذا حضروا قسمة التركة كان لهم منها رزق فيرضخ لهم المتقاسمون شيئا منها.وقد ذهب قوم إلى أن الآية محكمة وأن الأمر للندب، وذهب آخرون إلى أنها منسوخة بقوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} [النساء: 11] والأول أرجح، لأن المذكور في الآية للقرابة غير الوارثين ليس هو من جملة الميراث حتى يقال: إنها منسوخة بآية المواريث، إلا أن يقال إن أولي القربى المذكورين هنا هم الوارثون كان للنسخ وجه، وقالت طائفة: إن هذا الرضخ لغير الوارث من القرابة واجب بمقدار ما تطيب به أنفس الورثة وهو معنى الأمر الحقيقي فلا يصار إلى الندب إلا بقرينة.والضمير في قوله: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} راجع إلى المال المقسوم المدلول عليه بالقسمة.وقيل: راجع إلى ما ترك. {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً (8)} هو القول الجميل الذي ليس فيه منّ بما صار إليهم من الرضخ ولا أذى.